مقامات سلا.. البروفيسور الأحرش يحكي قصته مع طب الأطفال في لقاء مفتوح

ع. عسول الخميس 04 يوليو 2024

لحظة عفوية جميلة ومفيدة تلك التي قضاها البروفيسور السلاوي  الطاهر الأحرش مع أطفال وأمهات وآباء في لقاء مفتوح ضمن فعاليات الدورة 14 لمهرجان مقامات بسلا يوم الثلاثاء الماضي بالمركز الثقافي والاجتماعي  قرية أولاد موسى.

الطبيب الأحرش  يعد أحد أعمدة ورواد طب الأطفال  بالمغرب و من مؤسسي لبناته الأولى بعد الإستقلال وله باع طويل في دراسة وبحث أمراض وسرطان الطفل و أصدر عددا من المؤلفات والدلائل التكوينية والبحثية حول هذا التخصص، كما يعرف بتجربته الطبية المميزة بدولة البيرو.

حيث جعل من اللقاء معه وبأسلوب بسيط وواضح ودقيق ، جعله عبارة عن استشارة طبية مفتوحة مجيبا عن انشغالات وتساؤلات الصغار والأسر في كل ما يتعلق بأمراض الأطفال والرضع ..مركزا على بسط أهم السلوكات الصحية التي يجب التقيد بها لإكساب الطفل والشباب صحة جيدة.

تحدث د. الأحرش في هذا اللقاء الذي سيره الباحث عبد المجيد فنيش مدير المهرجان  ، عن أهمية التلقيحات والرضاعة الطبيعية ،التغذية المتوزانة والنظيفة خصوصا في السنوات الأولى للطفل ، من خلال تناول الخضر والفواكه وشرب الماء، استهلاك الحليب ومشتقاته ،بشكل منتظم بعيدا عن الحلويات والمرطبات والسكريات.

أيضا شدد نفس المتحدث على نظافة الجسم والأسنان وغسل الأيدي، مذكرا بتخصيص منظمة الصحة العالمية ليوم عالمي لغسل اليدين الذي تنظمه منظمة الصحة في 15 أكتوبر من كل سنة. وذلك لأهمية هذه العملية ، لكون اليدين باستمرار في تماس مع الميكروبات والأمراض( مما يسبب أمراضا خطيرة مثل مرض الكوليرا والإسهال..)..أيضا تطرق الدكتور الأحرش لأهمية الحفاظ على البيئة ونظافة المحيط، مشيرا أن النمو الطبيعي يتطلب الحركة والممارسة الرياضية للحماية من السمنة التي تؤدي للعديد من الأمراض .

ومن جانب آخر حث نفس المصدرعلى أهمية المطالعة والقراءة بالنسبة  للأطفال والشباب للإنفتاح على العالم والمساعدة في تحسين التعلم والتمكن من اللغات ، معتبرا أنها أفضل من الإستعمال غير المعقلن للهاتف والطابليت والانترنيت  بما تحتويه من مخاطر يعج بها الفضاء الأزرق ، حيث يتطلب هذا الاستعمال  مراقبة ومواكبة  الأسر ، منبها لخطورة استعمال السماعات على سلامة الأذن.

في ذات السياق  أكد  الأحرش على ضرورة أن يتحلى الصغار داخل الفصول الدراسية بقيم التعاون والصداقة والابتعاد عن سلوكات  التنمر بين بعضهم البعض أو الإساءة لذوي الاحتياجات... كما أوصى الأسر بالعناية بالصحة النفسية للطفل وتجنب مساوئ استعمال الضرب في التربية ، ومقابل ذلك اختيار أسلوب الحوار والإنصات لرغبات الطفل دون إفراط ولا تفريط  ،وفي الحالات الصعبة يمكن اللجوء للأخصائي النفساني.

وفي الجواب عن مسار البروفيسور الاحرش وكيف اختار أن يكون طبيبا ، أشار  أن معاينته لمعاناة السكان من تفشي بعض الأمراض بمدينته سلا والرباط ومدن أخرى ،  دفعت به للإلتحاق بأول كلية للطب بالرباط سنة  1962. يستمر فيها التكوين سبع سنوات من التكوين في الطب العام فيما يتطلب التخصص أربع أو خمس سنوات  ..حيث كانت  بالنسبة له تجربة ناجحة رغم ضعف الإمكانيات آنذاك.

وأشار  الدكتور الأحرش أن عدد الأطباء عقب الاستقلال لم يكن يتجاوز 10 أطباء آنذاك،  مبرزا تقدم الطب حاليا الذي أصبح  يعرف تطورا متسارعا  في عدد من التخصصات الدقيقة.