انتقدت النائبة عن الحركة الشعبية، فاطمة الكشوتي، ما وصفته بـ"الافتقار للحس الوطني والضمير المهني"، بين صفوف بعض الموظفين بالإدارات العمومية، الذين يتسببون في عدد من الاختلالات التي يدفع ثمنها المواطن المجبر على ولوج الإدراة العمومية لإنهاء بعض المعاملات أو الحصول على بعض الوثائق، أو الخدمات الصحية والاجتماعية.
وعددت الكشوتي أعطاب الإدارة في في عدد من المظاهر، في مقدمتها ظاهرة الغياب المتكرر التي وصفتها بـ" الآفة المستعصية داخل الإدارة العمومية المغربية" لما تخلفه من ضرر مباشر على المواطنين، إلى جانب الأضرار المرتبطة بالكلفة الاقتصادية والاجتماعية.
وأوضحت النائبة في سؤالها الكتابي الموجه للوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، غيثة مزور، أن بعض الموظفين "يغادرون مكاتبهم من يوم الأربعاء ولا يعود حتى يوم الاثنين؛ وهناك من يغادر يوم الجمعة بأكمله بدعوى أداء صلاة الجمعة، ولا يعلم بأنه ارتكب جرما وأن العمل عبادة؛ وهناك من يغادر إلى المقهى لنصف يوم؛ وهناك من يدخل إلى مكتب صديقه أو صديقته المجاور؛ وهناك من يغادر نهائيا من خلال إبحاره في الأنترنيت أو اللعب على الحاسوب، وهناك من يتغيب بداعي وجوده في اجتماع قد يكون أو لا يكون…"
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
واعتبرت الكشوتي أن بعض الغيابات أكثر خطرا في تداعياتها، كتلك المرتبطة بتغيب الأساتذة عن أقسامهم ما يترك التلاميذ عرضة للشارع والجريمة والمخدرات، إلى جانب تغيب الموظفين عن المستشفى ما يترك المرضى عرضة لمعاناة الألم ... في ظل تغاضي وتواطؤ عدد من رؤساء المصالح والأقسام والمؤسسات عن هذه الظاهرة، بسبب ما وصفته بـ "تبادل المنافع وغياب الضمير".
وساءلت الكشوتي وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، غيثة مزور، عن طبيعة التدابير التي تعتزم اتخاذها لمعالجة مشكل الغياب والغياب والمتكرر، وعن الإجراءات التي ستتخذنها لتحسين الاستقبال والارشاد والتوجيه في المؤسسات والمرافق العمومية، التي تعرف عددا من الاختلالات بسبب عدم مسايرتها للتطورات الحديثة بالسرعة اللازمة، سواء على مستوى تجهيزاتها أو على مستوى مواردها البشرية.
وجددت البرلمانية التأكيد على حاجة الإدارة المغربية للكثير من الإصلاح، مشيرة أن أول إجراء يجب أن تقوم به الحكومة هو تحسين الاستقبال في جميع المرافق العمومية، عبر خلق وحدات الاستقبال والإعلام والتوجيه مجهزة بالوسائل والمعدات التقنية الضرورية مع ضرورة تعيين موظفين أكفاء ومؤهلين لحسن الاستقبال وتقديم الإرشادات والمعلومات للمرتفقين لتيسير ولوجهم إلى الخدمات العمومية.