عندما قلنا، نحن المغاربة جميعا ودون أي استثناء، قبل بداية الأولمبياد إننا سنخرج من هذا المحفل الأولمبي على الأقل بذهبية سفيان البقالي في الـ3000م. موانع، كنا فقط نقول لأنفسنا وللعالم أجمع إن ثقتنا بهذا الفتى الذهبي لا حدود لها على الإطلاق.
وعندما كان الإثيوبيون يحاصرون البطل سفيان في النهائي، ويمنعونه عمليا من الركض، وكان رفيقه في المنتخب الوطني لألعاب القوى، محمد تيندوفت، يقوم بالمستحيل من أجل كسر هذا الحصار الرياضي المشروع، كنا جميعا نطمئن أنفسنا أن سفيان في الختام سيفوز.
وكذلك كان.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
منح الفتى الذهبي مجددا للمغرب الذهب، لأن ابن العاصمة العلمية فاس يعرف جيدا أن وطننا يستحق فقط المعدن النفيس.
وسفيان من المعدن المغربي النفيس فعلا، منذ بدأ المسار الشاق والطويل، ومنذ رفع التحدي عاليا رفقة مدربه الأول والدائم، ومنذ أخذ على نفسه العهد أن يفرح باستمرار الملك والشعب و«الوالدة»، لأنه مؤمن، مثلنا، أننا بلد يستحق الخير والفرح فقط.
البعض يقول إن سفيان سيكون الشجرة الذهبية التي ستخفي الغابة الكثيفة من الإخفاق.
نحن نقول العكس: سفيان سيكون الدليل الذي لم يعد ينتظره أحد على أن لدينا أبطالا من ذهب ولدينا معهم، للأسف الشديد، مسؤولين جامعيين من ورق.
الجمع بين الطرفين معا أصبح أمرا مستحيلا.
المغاربة، المعدن النفيس الأصلي، يريدون فقط القادرين على رفع رأس الوطن، والقادرين فقط على جلب الذهب تلو الذهب للمغرب في الرياضة وفي غير الرياضة.
لذلك نطمئن الجميع: هذه المرة لن يختفي أحد خلف إنجاز سفيان.
سفيان فقط أظهر لنا أننا نستطيع الفوز بالذهب، مرة ومرتين وأكثر، والآخرون أظهروا لنا أنهم سبب الانهزام مرة ومرتين وثلاثا وأكثر.
لذلك لا جدال ولا نقاش اليوم.
نريد فقط بقاء الأبطال والقادرين على الفوز، ونشكر المنهزمين وأسباب الهزيمة رغم كل شيء، لكن نطلب منهم نحن المغاربة الرحيل.
ونعتقد أن رحيلهم أمر محسوم سلفا، ومن يعش ير.
شكرا سفيان، وديما مغرب!