نوهت منظمة النساء الاتحاديات، بالمنهجية التشاركية التي اعتمدتها اللجنة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة تنفيذا للتوجيهات الملكية، مؤكدة على لسان كاتبتها الوطنية، حنان رحاب، أهمية فتح تفاعل واسع مع ما وصفته بإعلان النوايا الذي تضمنته 16 نقطة كشف عنها وزير العدل عبد اللطيف وهبي، خلال اللقاء التواصلي الذي عقده رفقة رئيس الحكومة ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، يوم الثلاثاء 24 دجنبر، لعرض أهم المضامين المرتبطة بمراجعة مدونة الأسرة.
وأكدت المنظمة خلال ندوة احتضنتها الدار البيضاء اليوم الجمعة 27 دجنبر حول مضامين مدونة الأسرة، على أهمية التصدي لموجة الشائعات والسخرية والمغالطات التي رافقت الإعلان عن مضامين المدونة من خلال عقد ندوات بخمس جهات لرفع اللبس بين صفوف المواطنين، وتقريبهم من مدونة تهم كل المغاربة في كل محطات حياتهم، انطلاقا من الخطبة وصولا للزواج، ومرورا بحقوق الطفل من الولادة إلى الولاية إلى جانب معالجة النقاط العالقة المرتبطة بالطلاق ومشاكله.
ونوهت المنظمة بأربع نقاط رئيسية وصفتها بالإيجابية، وهي المرتبطة بموضوع الحضانة، والنفقة، والولاية القانونية، والنظام المالي، مع التأكيد أن العيون اليوم مركزة على ما سيؤول إليه النقاش بخصوص تحويل المضامين المعلن عنها إلى قوانين ومواد قابلة للتطبيق تراعي عددا من المقترحات التي سيتقدم بها مختلف الفاعلين، ومراعية لتجاوز أي تعميمات قد ترسخ لممارسات استثنائية أو توسع السلطة التقديرية للقاضي، ما يؤجج مخاوف حول بروز إشكاليات جانبية عند التطبيق.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
ونبهت الكاتبة الوطنية لمنظمة النساء الاتحاديات للمغالطات المرتبطة بالجانب المالي بالمدونة، حيث يتم تصوير الأسرة كشركة للربح والخسارة، ما يتطلب المزيد من التوعية والتحسيس لتقريب المواطنين رجالا ونساء من مقتضيات المدونة المنتظرة وأهميتها في حفظ الأسرة والمصلحة الفضلى للأطفال بدل تصويرها كمدخل للاستيلاء على مكاسب بدون وجه حق.
بالمقابل، اختارت المنظمة انتقاد النقاط المرتبطة بالحفاظ على نقطة الاستثناء في سن الزواج بدل اعتماد سن 18 ، لتعارضه مع مصلحة الأطفال في مواصلة الدراسة والنماء الطبيعي واللعب وبناء وعي يمكنهم من قرارات صائبة في المستقبل، كما تم انتقاد عدم اعتماد الخبرة الجينية من أجل اثبات نسب الطفل، إلى جانب توسيع التأويل في باب التعدد من خلال الحديث عن المرض الذي يعيق المعاشرة الزوجية، وهو شرط يمكن تأويله بطريقة تفتح الباب أمام التعدد من خلال السلطة التقديرية للقاضي.
وأكدت المنظمة على لسان كاتبتها الوطنية حنان رحاب، على الحاجة الماسة لمسطرة الصلح، بالنظر للأهمية الكبيرة للجانب الإصلاحي والتربوي الذي يفسح المجال لتجنب الطلاق، حيث تمت الدعوة لإعطاء الزوجين الوقت الكافي الذي يتجاوز 6 أشهر، من أجل تقديم كل الحلول الممكنة التي تعكس رغبة القوى الحقوقية في ضمان استقرار الأسر وتماسكها على عكس ما يروج له البعض من كون المدونة تروم تفتيت الأسر، وذلك في سياق خطاب الباحثين عن الإثارة ومكاسب الأدسنس.