العريق والطارئ!

أحداث. أنفو الأربعاء 19 فبراير 2025

يطرح المغاربة على أنفسهم السؤال اليوم: هل ننزل لمستوى مواجهة الجزائر بنفس أساليبها القذرة؟ 

يستعيذون بالله من الشيطان الرجيم، فور طرح السؤال، ويتذكرون بسرعة أنهم مغاربة أحرار من المغرب العظيم، فيجيبون أنفسهم والبقية «لا»، ويضيفون «لا يحق لنا ذلك». 

التاريخ يقول «لا». الحضارة تقول «لا». العراقة تقول «لا». النبوغ المغربي يقول «لا». 

كل ما فينا، وكل مسام التفاصيل الصانعة لمغربيتنا، تلك التي نسميها بحب «تمغربيت»، تقول «لا». 

نعم، سندافع عن وطننا، أغلى ما نملك، بكل قوة. لكننا سندافع عن هذا الوطن العزيز بأناقتنا المغربية، وبشموخنا المغربي، وبعزة نفسنا المغربية. 

لسنا دولة صعلوكة مثل الآخر، ولسنا قطيعا يساق مثل من يتبعون الآخر. 

نحن هنا في المغرب، ونعتز بهذه الشوفينية المحمودة، لا نشبه غيرنا، لذلك لا نقلد أحدا لا في حب ولا في خصام. 

ثم إننا لسنا في حاجة للدفاع عن أنفسنا، فواقع الأرض خير مدافع عنا، وكل ما تم ويتم وسيتم إنجازه خير مدافع عنا، ومكانتنا السامية بين الأمم خير مدافع عنا، واعتراف العالم أجمع بسداد الخطوة هنا ورشاد المسار والمسير خير مدافع عنا، والتفاف الشعب حول ملكه وقضايا وطنه خير مدافع عنا، واعتراف البعيد قبل القريب بالتميز الذي يصنعه المغرب في كل المجالات خير مدافع عنا. 

نحن هنا لسنا بحاجة لسياسة صعلوكة مبنية على «الفوتوشوب» والرشاوى والتصدق على بعض المتسولين من خونة الداخل والخارج لكي ننتصر لمغربنا. 

لا، نحن أصليون أبناء أصلاء، نحتاج فقط تذكير أنفسنا بين الفينة والأخرى أن الشبه بيننا وبين البعض أمر غير ممكن، وإن حكم ظلم الجغرافيا بالجوار الفاجر علينا. 

لذلك لن نحذو حذوهم، ولن نفعل مثلهم، وسندافع عن مغربنا بعزة وأناقة ونظافة وشموخ. 

باختصار، سنترك الوحل كله للخنزير القابع قربنا لكي يتمرغ فيه، فقد ألف المصارعة داخل حاويات النفايات، وألفنا نحن عراقة الخطو الحضاري المتزن الرصين، المبني على مئات القرون من وجود الدولة هنا. 

لذلك لا التباس إطلاقا، فنحن في حضرة المغرب، وهي حضرة ألق وبهاء، وعصي عليها ذات يوم أن تنزل من علياء أطلسها إلى حيث تسكن المتردية وبقية المتلاشيات. 

صعب جدا، بل مستحيل.