لم يستوعب سليمان الريسوني خلفيات حديث المصطفى الرميد عن ملابسات العفو الملكي السامي، الذي طال مؤخرا مجموعة من الصحفيين واليوتيوبرز الذين كانوا متعقلين على خلفية قضايا إجرامية تتعلق بالحق العام.
بل إن نكوص سليمان الريسوني حال بينه وبين إدراك مقاصد وغايات المصطفى الرميد، مما جعله يهوي إلى قعر الحضيض ليبحث عن الأوحال الافتراضية التي طالما تفنن في الانغماس فيها والتراشق بأسمالها وضحالتها.
فعندما تحدث الوزير السابق في العدل والحريات عن الوفاء بالعهود، وعن الاعتراف بالجميل، كالتزامات أخلاقية يجب أن تطوق عنق المستفيدين من العفو الملكي السامي، خرج سليمان الريسوني يعوي وينبح ويعض الأيادي التي مدت له بالأمس، واصفا المصطفى الرميد بعبارات قدحية مثل "البحلاس"!!
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
بل إن سليمان الريسوني تنكر للمساعي التي قادها المصطفى الرميد، والتي كانت من بين مدخلات العفو الملكي السامي الذي استفاد منه، وانبرى في المقابل يذمّ ويشتم ويقدح في وزير الدولة السابق ويدعو له "بالرد الجميل"، وكأنه خارج من الملة أو صابئ عن الدين!
وربما نسي سليمان الريسوني أن المصطفى الرميد، الذي وصفه اليوم ب"البلحاس"، لم يكن يبحث عن مزية أو منفعة أو مآرب شخصية عندما كان يطوف بين السجون، ويستعطف بالأعتاب الشريفة، أملا في الحصول على عفو ملكي سامي يقرب سليمان الريسوني نفسه من مضجع خلود!
فهل جزاء الإحساس إلا الإحسان؟ أم أن "من يصنع المعروف في غير أهله..يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر" (في كناية عن الضبع التي بقرت بطن مجيرها)!
أو لربما هو "إكرام اللئيم عندما تمردا". فسليمان الريسوني لم يجد ما يرد به الخير، والأيادي الممدودة له، سوى القذف والشتم واتهام المصطفى الرميد ب"التبلحيس"، والطعن في مروءته ووطنيته، واتهامه بصنع مجسمات كارتونية من القذافي!
وهذا السلوك الأرعن ليس بغريب عن سليمان الريسوني، فمن جُبِل على الخيانة ونكث العهود ونقض الوعود، لن تنتظر منه سوى عض زند الأيادي الموصولة له بالخير والعطاء.
ولمن يساوره الشك في ذلك، ما عليه سوى أن يسأل سليمان الريسوني عن زميلي الأمس؟ وكيف جزاهما بالخذلان وهما اللذان فتحا له "صدرهما" على مصراعيه من أجل إعادة الإدماج؟
فلا خير في من يهيم عشقا في وطء الغلمان! ولا خير في "عون الخدمة" الذي لفظته المدرسة باكرا، وتوهم في غفلة من الزمن بأنه صار أفضل كاتب للافتتاحيات، بعدما استرق بعض الكلمات والمفردات من تطبيقات الواتساب ومن حلقيات القاعديين في محيط الجامعات.