سيدتي الكريمة والفاضلة لطيفة البوحسيني...الصَّامتةُ بأمر الله و المُتكلِّمةُ بأمْر المُرشِد..
لِنترك الحِجابَ جَانباً ، فلقد قُدَّ من دُبُرِه…بعد أنْ جعلتهُ كل التيارات الاسلامية غِواية التَّأويل في تَصنِيف النَّاس نِكايَةً في الرَّب الذي أوْجدَهم سَواسيَّة .
معذرة سيدتي، نحنُ لمْ نَراكِ في تِلك التَّظاهرة… لَمْ نَرك بِمعنى أنَّكِ لم تَكوني قُوَّة رَدِيفةً لكل تلك المُثل اليسارية و القوى الحية التي نَتمَثلُها فيكِ، كُنتم نُسخاً كربونية لتيار و فصيل بِعيْنهِ هو العدل والإحسان.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
سيدتي الكريمة. لَم تَكوني بحجابٍ، لَكن كنتِ مُحجَّبة.
كنتِ مُحَجبة في تظاهرة، هي إنْزَال بوضْعٍ مَشرُوط لِفَصيل بِعينهِ و بِتفاصِيل ذِهنيَّته المشيخاتية.. فكنتِ مَغلولَةً ولم تَتكلمي (أليس هذا حجاباً ).
و تَكبرُ المأساة و الجريمة أكتر، بأنْ رُفِعت شعارات ضدَّ رجل وطني فقط لأنَّه مغربي يهودي (اندري ازولاي) ومَشيْتي بينهم ذُلاً بِصمتكِ وذَليلاً عَلى ضُعفكِ و هَوانكِ أمام الناس (أليس هذا حجاباً ) … ولم يُرفَع عالمُ المغرب بَلدكِ، ولمْ نَسمع مِنكِ جملة إعتراضية واحدة (أليس هذا حجاباً)…
لقد وَضعوكِ سيدتي وكلَّ تلك الجماهير في حُدودِهم العَقائديَّة التي ليست هي المُشْترك لِتَّوازن الرُّوحي كما نَعرفهُ نحن أهلُ المغرب (أليس هذا حجاباً) لقد ألبسوكِ حجاباً غير مرئي، كانوا هُم الآمرون بأمْر الله وكنتِ سيدتي الصامتةُ بأمر الله و المُرشد.
و سِيقَت النِّساءُ و أنتِ مِنْهم داخل الإنْزال بتصنيفٍ ذكوري يَقرأُ جسدَ المرأة برَمزيَّة الاسْتقْراء النَّاقص، حيث جُمِعت النساء لوحدهن كإناث قطيعٍ مَجذوم (أليس هذا حجاباً )…لحد انَّه يُطلب بالوشوشة من كانت حائضاً من مُريدَاته بعدم النُّزول لتظاهرة لكي لا تَنقض ظهارة المُريدين.
وطَلبتم التَّظاهرة بالبيضاء، فطلَبها الفَصيل بالرباط لأنَّها أرضُ النِّزال مع إمارة المؤمنين في عملية إختطافٍ وقحة ، فَكنتِ من القطيع الآدمي المُوجَّه، فَشدَّ الجميع رِحالَهُ إلى العاصمة كخروف يتبعُ أخاهُ الخروف (أليس هذا حجاباً ).
لستُ هنا طرفاً سيدتي في مُحاججات ترنْدِية تأخدُ منا الكتير من الوقار…لكن تدوينتك تُتفِّه السؤال الأساسي لِدلالة الصُّورة، بين القيمي والنَّسقي لتظاهرةٍ أُخدت من بُعدِها الاخلاقي في الدفاع عن الضحايا إلى المُصادرة بالمَخالِب لتَخْويل المُزايدات على ثوابت الأمة …
كلامكِ عن الحجاب بمنطق المزايدة في البضاعة ، لا يُعفيكِ عن موقفكِ بِفعلٍ رِجعي لصمتكِ يوم كانت الضحايا تُغتصب داخل مؤسسة اعلامية، كان لها حظ الإصدار انْ تكون بمداد ممول من صرة دنانير قطر و تركيا.
لم تكتبِ سيدتي التدوينة بروح فَشلنا كيسار في تأطير الشارع و فشل تنظيماتنا اليسارية…ولكن كانت تدوينة بروح شي تحت شي، لم تكتبِ المعنى الصحيح لمسار الإنزال المُعاند لثوابت الأمة المغربية و المُقَنَّع في تظاهرة من أجل القضية الفلسطينية..
ملاحظتين هامتين
١….لا تجمعني بالصديق يونس دافقير يونس دافقير …سوى صداقة إفتراضية داخل هذه النطاقات التداولية للمكب الأزرق…فالرجل في غنى عن اي دعم،لانه بكل بساطة ( فْرانْ وقادْ بِحُومتِهْ ).. ولكن ما طرحه كان صائباً من حيث مغزى القيمي والنسقي للإنزال،وليس الرمزي لقطعة القماش بدلالتها الدينية.
٢…حماس لا تعترف بالوحدة الترابية لصحراء المغربية كبقية كل الأطراف السياسية الفلسطينية..حماس في وضع الصامت المؤيد لخصوم الجوار…ف‘‘....‘‘ لحماس وقياداتها التي أخدت القطاع إلى الذبح العظيم بمباركة ولاية الفقية، وجعلت الدم الفلسطيني رِواءً للمشروع الإيراني.
تقبلي سيدتي الفاضلة كلّ الاحترام…فالقط يُمسكُ من رقبته ليصير طيعا،أما من ذيله فسيُدرِكُكِ الخدشُ و العض.
* حقوقي