تم يوم امس الخميس بسينما النهضة بالرباط، عرض الفيلم الوثائقي "مقبولين، ضيوف تومليلين" للمخرجة المغربية يزة إيديري جينيني ، وذلك بحضور شخصيات من عالم الفن والثقافة والإعلام.
ويستكشف هذا الفيلم الوثائقي (43 دقيقة)، الذي أنتجته مؤسسة "ذاكرات من أجل المستقبل"، لحظة مهمة في تاريخ المغرب عندما عاش مسلمون، ورهبان مسيحيون، ويهود تجربة استثنائية من الاندماج والحوار بين الثقافات.
ويروي الفيلم قصة غير معروفة لعشرين راهبا بندكتينيا من منطقة تولوز، أسسوا ديرا في مدينة أزرو بالأطلس المتوسط ما بين سنتي 1952 و1968، والذي أصبح مكانا للتبادل والتأمل والحوار بين الثقافات والأديان والأجيال.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وقام هؤلاء الرهبان، بدعم من جلالة المغفور له الراحل محمد الخامس، بمبادرات اجتماعية وتربوية تركت أثرا بالغا في المنطقة وعلى سكانها، لا سيما من خلال فتح مستوصف ومدرسة داخلية للتدريس، ثم أسسوا ملتقى تومليلين الدولي الذي استقطب مثقفين ومفكرين من جميع أنحاء العالم، وأصبح رمزا للانفتاح والاحترام المتبادل.
ونجح الفيلم من خلال لقطات أرشيفية لم يسبق عرضها من قبل، وشهادات من مقيمين سابقين في الدير، ومقابلات مع شخصيات بارزة، في الانغماس بالمشاهدين في زمن كانت فيه روح التسامح والأخوة تتجاوز كل الحواجز والاختلافات.
وقالت رئيسة مؤسسة "ذكريات من أجل المستقبل"، لمياء الراضي، إن هذا الفيلم الوثائقي يهدف إلى الحفاظ على ذكرى هذه المغامرة الإنسانية والتذكير بأن كرم الضيافة وتقبل الآخر جزء لا يتجزأ من الهوية المغربية.
وأضافت الراضي "نأمل من خلال هذا الفيلم أن نحفظ ذاكرة اللقاءات الدولية التي جرت في دير تومليلين بين مغاربة ومسلمين ويهود وننقلها".
وبفضل حس إخراجي دقيق تميز به أسلوب المخرجة، فإن الفيلم الوثائقي قام بأكثر من مجرد توثيق تاريخي.
وحسب المخرجة يزة جينيني، فإن "هذا العمل يسائل أيضا علاقتنا الحالية مع التنوع والحوار بين الأديان، ويهدف إلى التقاط ما تكشفه تجربة تومليلين عن المغرب والمغاربة في أبعادها الاجتماعية والروحية والمضيافة".
ويعد هذا الفيلم ثمرة بحث وتوثيق دقيق، وهو الأحدث في سلسلة طويلة من الأفلام الوثائقية التي أنتجتها يزة جينيني التي كرست إبداعاتها لتسليط الضوء على الجوانب الثقافية والروحية المتعددة للمغرب.
وأنتج فيلم "مقبولين، ضيوف تومليلين" في إطار مشروع المؤسسة "إعادة إحياء تومليلين" بدعم من برنامج "ذاكرة" التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وسيتم عرض الفيلم في عدد من القاعات السينمائية الوطنية، كما سيشارك في عدد من التظاهرات والمهرجانات الدولية.