يقول المثل الشعبي المغربي الشهير "تبع الكذاب حتى لباب الدار"، وذلك للدلالة على أن أنجع الأساليب التي إخترعها أجدادنا قديما لكشف أكاذيب الأفاقين والمدلسين، قبل عصر التكنولوجيا واختراع جهاز كشف الكذب، وهي الى اليم تستمر في إبهارنا بتفوقها وفعاليتها في فضح حقيقة كل كذاب أشر، وهو الحال مع النصاب هشام جيراندو الهارب من العدالة الكندية، الذي بات أضحوكة على منصات التواصل الاجتماعي بعد خروجه بفيديو جديد مليء بالأكاذيب والادعاءات الفارغة، حيث زعم هذه المرة، أن هناك تعتيما على عملية إحباط تهريب شحنة مخدرات كبيرة، ليصطدم بالحقيقة التي تثبت عكس ذلك، ولينقلب على اعقابه خاسئا ذليلا، وقهقهات سكان العالم الافتراضي تلاحقه من الخلف.
ولتتضح الصورة بشكل أوضح، فقد نشرت المديرية العامة للأمن الوطني كل التفاصيل حول حجز شحنة مخدرات ببن سليمان، وتوقيف سائق الشاحنة ومساعده، لكن إرادة القدر أكبر من مؤامرات جيراندو، الذي استعمل الصور والفيديوهات نفسها التي نشرها الأمن الوطني، محاولا تقديمها كصور مسربة، لمعلومة بالنسبة له حصرية، لكن ما لم يكن في حسبانه هو أن المغاربة شاهدوا الخبر على التلفزيون الرسمي المغربي، بما فيه الصور التي يدعي أنها "سكوب"، الشيء الذي يعكس انغماس جيراندو في مستنقع الكذب والتدليس والتضليل، وقد راهنا على الزمن لكشف حقيقته للمغاربة، ونجحت آلة الأجداد في إزاحة قناع البهتان عن وجهه، (التسليم أ جدادانا).
ولعل الطامة الكبرى هي أن هذا النصاب، من فرط ممارسته للكذب والتضليل، والتهجم على المؤسسات الوطنية، بات يصدق أكاذيبه ويؤمن بها بشكل مثير للسخرية، لدرجة أنه خاطب الصحافة الوطنية والدولية ووسائل الإعلام، وكأنه يكشف لها هوية قاتل كيندي، ذلك في الوقت الذي نشرت مختلف الصحف والمواقع الإلكترونية أمس الخميس، خبر العملية التي نفذها الأمن الوطني على ضوء معلومات استخباراتية دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني وأسفرت عن حجز ما يفوق 25 طن من مخدر الشيرا.
ولأن نية المغاربة و"رجال البلاد" حسنة، وتصيب كل ذي حقد دفين اتجاه "بلاد الشرفة" بلعنة تشبه المس، بل وتجعله يتخبط وكأن ماردا تلبسه في غفلة من القوم، فهذه المرة أيضا أصابت لعنة التآمر والخيانة هشام جيراندو مثلما يصيب مخدر البوفا صاحبه بالهلوسة، فخرج علينا الهارب من كندا لينا، طيعا، حاملا ورقة توته بيديه، كاشفا للمغاربة عن نتانة سوأته، وخبث حقيقته، معترفا عن طيب خاطر أنه ليس سوى كذاب أشر، وكيف لها وهو من أتنانا بصورة يزعم أنها خبر حصري لشحنة مخدرات، وذلك في الوقت الذي شاهد المغاربة جميعا نفس الصورة من نفس العملية الأمنية بجميع تفاصيلها، على وسائل الإعلام العمومية منها والخصوصية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });