صدر حديثاً، بالتعاون بين "دار نوفل" دمغة الناشر "هاشيت أنطوان"، ودار "الفاضل للنشر"، كتاب "فخ الهويات" للكاتب حسن أوريد الذي اختار ضمن عمله الجديد التحذير من تحوّل خطاب الهوية إلى أداة لإقصاء الآخر ، ثم استعدائه، أو ما يُعرف بالشيطنة، ما يثير ردود فعل هويات أخرى، ومن ثم تضارب الهويات، وتقابلها، وصولا إلى "أنكر الداء" أو الأسوأ: انفراط العقد الاجتماعي.
وشدد أوريد في كتابه الذي يقع في 200 صفحة، على ضرورة تحديد المجال الذي يمكن أن تنشط فيه الهويّات والذي لا ينبغي أن يسيء للعيش المشترك. ويخلص إلى أن "على القانون الأسمى أن يكون حضن المواطنة وحصنها" باعتبار أن "الجامع المشترك في المجتمعات الحديثة، هو المواطنة".
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });

ويشير أوريد في كتابه، أن العالم و منذ انهيار السرديّة الشيوعيّة، شهد حلول الهويّة محلّ الطبقة، والثقافة محلّ الاقتصاد. وعرف العالم طلبًا هويّاتيًّا يُلبّي الرغبة في الاعتراف. لكنّ هذا الطلب ما لبث أن عرف زَيْغًا اختلفت أشكاله، أفضى في الغالب إلى إضعاف سبيكة المجتمعات، وتهديد العيش المشترك، وخلخلة الدولة.
ويطرح الكاتب تساؤلات حول من قبيل، كيف التوفيق بين الطلب الهويّاتيّ، ومقتضى المواطَنة؟ كيف التأليف ما بين الخصوصيّة والعالميّة؟ وكيف يمكن تحقيق توزيعٍ عادل للرموز، دون الازدراء بأيّ مكوّنٍ من مكوّنات المجتمع؟
تطفح المجتمعات الغربيّة باحتدام خطابات الهويّة، بين الأصليّين والوافدين من مهاجرين مسلمين. ويغدو مشكل الهويّة الجانب المرئيَّ لمشاكل معقّدة، تُخفي أكثر ممّا تُبدي.
هذا الكتاب محاولةٌ لفهم خطاب الهويّة، مشروعيّته وزَيْغه، والفخّ الذي يَؤول إليه، في الغرب والعالم العربيّ، على السواء. هو سَبْحٌ في قضايا ذات بعدٍ كونيّ، كالإسلاموفوبيا، وعودة العرقيّة في العالم، المجتمع الأرخبيلي، والاستبدال الكبير، وخطاب نقض الاستعمار. وقبل كلّ هذا، العدوّ الحميم، وكبش الفداء الضروريّ.