دعونا من كل الكلام الذي يقال عن حزب «العدالة والتنمية»، سواء قبل أو أثناء أو بعد استوزار قياداته، ودخولهم، ثم خروجهم من الحكومة، ودعونا نتحدث فقط عن استدعاء قيادي إخواني من دولة موريتانيا سبق له وأن جاهر علنا بعدائه لوحدتنا الترابية، وسبق له أن استهتر باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، إلى مؤتمر هذا الحزب، بل وعدم الاكتفاء باستدعائه، إذ تم الاحتفاء به بشكل مريب وغريب.
لسنا من هواة قصف هذا الحزب خصوصا بعدما تعرض له، وخصوصا أيضا ونحن نرى قادة بارزين فيه يعلنون بشكل واضح أنهم ضد الاتجاه الذي يجر إليه عبد الإله بن كيران ما تبقى من هذا الحزب، في إطار انتقام شخصي لما يعتبر هو أنه تعرض له.
ولسنا أيضا من هواة التخوين أو الإخراج من الوطنية، أو البحث عن كواليس لا نعرفها لهذا الاحتفاء المريب برجل عادى بشكل سافر وحدتنا الترابية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
ولسنا ثالثا إلا وسيلة إعلام وطنية يهمها المغرب قبل وبعد الجميع، ويهمها أن تطرح الأسئلة التي يطرحها المغاربة كلهم، وفي مقدمة هذه الأسئلة السؤال الواضح والصريح: كيف تستطيعون استدعاء رجل يعادي وحدتنا الترابية إلى مؤتمركم، ولا تجدون أي حرج وطني، ومغربي، في ذلك؟
كيف فعلتموها؟ وكيف خانكم كل ما راكمتموه من خبث، وليس ذكاء سياسي، لكي تسقطوا في هذا المحظور؟
أي رسالة ترسلون إلى الشعب المغربي من خلال هذه الخطوة؟
أي رسالة ترسلون إلى الدولة المغربية من خلال هذه الخطوة؟
أي رسالة وجهتم إلى المغرب كله من خلال هذه الخطوة؟
رأينا دموع التماسيح التي سالت على إيقاع أغنية «السهام»، حول الشهيد هناك في فلسطين البعيدة، وتذكرنا أن كبيركم الذي علمكم هذا السحر السيئ هو من أدخل كلمة (التماسيح) إلى قاموس السياسة في المغرب، رفقة كلمة العفاريت.
تذكرناها، ونطرح عليكم مجددا وبشكل مباشر السؤال: كيف استطعتم القيام بها؟
أجيبونا، رجاء.
أجيبونا لأن الأمر يتعلق بالمغرب، وليس بأي دولة أخرى، ولأن الأمر يتعلق بالصحراء المغربية، وليس بقطاع غزة، أو أي مكان آخر أجنبي عنا، تريد حركات تشبهكم أن تتحكم فيه إلى الأخير.
أجيبونا فإن الصحراء عندنا، ومعها المملكة المغربية، مقدمان على غيرهما، ولهما الأولوية، كل الأولوية، وللبقية ما تبقى من اهتمام.