عبد الرزاق غزة يفكك أسس الذكاء الاصطناعي في مؤلف جديد

*ياسين حكان  الاثنين 26 فبراير 2024
No Image


صدر حديثا، عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات -قطر، كتاب جديد بعنوان: الأسس المفاهيمية والتقنية للذكاء الاصطناعي وتطوره من نماذج الحوسبية إلى التعلم الآلي، وهو كتاب فريد من نوعه، للباحث المغربي عبد الرزاق غزة، أستاذ علم النفس بجامعة ابن زهر بأكادير، الذي تتركز اهتماماته العلمية على مجالات المنطق واللغة والتفكير الطبيعي والاصطناعي.

ويقع الكتاب، في 448 صفحة من القطع المتوسط، ويشتمل على ستة أقسام، التي تحتوي اثنين وعشرين فصلا، بالإضافة إلى ببليوغرافيا وفهرسا عاما، ويطمح الدكتور غزة من خلال هذا العمل البحثي المميز إلى تسليط الضوء؛ على موضوع الذكاء الاصطناعي بتركيز شديد وتبسيط لمفاهيمه، بغية نقلها للقارئ العربي، إذ أن هذا الموضوع الشائك، شغل الغرب منذ ثلاثينيات القرن العشرين.
يغطي الكتاب في موضوعه، جانبا مهما لكشف الارتباط والصلة الوثيقة بين الذكاء الاصطناعي والعلوم، معتمدا في ذلك، على تبيان العلاقة القائمة بين كل من الرياضيات والفلسفة والمنطق، ومدى ارتباطها بالذكاء الاصطناعي، مبرزا أن الرياضيات واجهت ما أسماه الباحث "أزمة أسس" بسبب تمديد نظرية المجموعات وعلاقتها بتطور الخوارزميات وارتباطها بمشكلات رياضية معقدة.

ويقودنا الباحث في هذا العمل، إلى الحديث عن أول حاسوب في العالم وظروف إنجازه والسياق الذي صاحبه، موضحا النقاش العلمي والفكري الحاصل حينها؛ حول طرق إدخال المعطيات وحل المشكلات وتقنيات التخزين، مرورا بسياق تنظيم أول ندوة للذكاء الاصطناعي بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1956 والنقاش العلمي الذي أفرزته داخل المجتمع العلمي، وصداه بين الباحثين، حيث تم تعميق النقاش والتفكير حول إمكانية محاكاة آليات التعلم والذكاء البشري، بالاشتراك مع علوم الاتصال والتحكم الآلي والسيبرانية، والتي عرفت فورة غير مسبوقة حيث زاوجت بين تحليل الأنظمة البشرية كالمخ والخلايا والدماغ والمعلومات.

ويأخذنا الباحث غزة في مغامرة عجيبة، مستخدما في ذلك، مقاربات متعددة، بغية تتبع مسار تطور الذكاء الاصطناعي عبر طرح مجموعة من الأسئلة العلمية والفلسفية مثل: هل تستطيع الآلات التفكير مثل البشر؟ محاولا الإجابة عنها من خلال العودة آلة تورينغ ومجمل الدراسات حول العقل الإنساني وقدرته على المحاكاة والتجارب العلمية التي أنجزها الخبراء في هذا الجانب.
إن هذا الكتاب جدير بالقراءة، لاسيما أنه يحوي نقاشا علميا وفكريا حول الذكاء الاصطناعي، وما عرفه من فورة وانتقالات معرفية وجهود علمية، أثمرت ما نستخدمه اليوم من تكنولوجيا وأدوات متطورة، كما أنه سيسد الفجوة الحاصلة في المكتبة العربية، ويسهم في إنتاج المزيد من البحوث والدراسات في هذا الباب، بالموازاة مع ما تطرحه تطبيقات الذكاء الاصطناعي من تحديات على الإنسان في الفترة الراهنة.

*كاتب وباحث مغربي