يبلغ مجموع الحالات الحاملة لفيروس نقص المناعة البشري المكتسب في المغرب، 22600 حالة، بينها 850 حالة دون سن 15 عاما، ويرجح أن يكون أغلبهم من المواليد الذين انتقل لهم الفيروس عن طريق الأم التي لم تخضع للعلاج ،وفق ما كشف عنه الدكتور محمد لخماس، المسؤول عن الأنشطة الدولية بجمعية محاربة السيدا، خلال حديثه يوم الأربعاء 28 فبراير، بالورشة التحسيسية والترافعية حول موضوع "السيدا وحقوق الإنسان".
هذا الرقم الذي حصد مئات الضحايا ممن لا ذنب لهم، كان من الممكن أن يولدوا أصحاء على غرار أقرانهم بعدد من الدول التي لم يعد هاجس ولادة طفل حامل لفيروس نقص المناعة البشري المكتسب مطروحا، بسبب تعميم العلاج والتحسيس بطرق الوقاية، كما هو الحال في فرنسا على سبيل المثال، والمرعب في الأمر أن هذا السيناريو المحزن قابل للتكرار في ظل خوف الفئات الأكثر عرضة للعدوى من طرق باب العلاج، أو في ظل وجود نسبة لا تقل عن 22 في المائة من حاملي الفيروس الذين لا يعلمون بحقيقة وضعهم الصحي.
عامل آخر يدعو للقلق، ويحيل أن هذا الرقم الخاص بحاملي الفيروس ممن هم دون سن 15 قد يرتفع خلال السنوات القادمة، هو انتشار العلاقات الجنسية في وقت مبكر، أو إمكانية ممارسة العلاقة قسرا على هذه الفئة، ما يدعو إلى تسريع التحسيس بضرورة توفير العلاج، والوصول للفئة الأكثر عرضة للمرض، و تشجيع من قرر الخضوع للعلاج في الاستمرار مدى الحياة، بعد أن كشفت الملاحظة اليومية للعاملين بالمجال أن أغلب الحالات الجديدة من الشباب.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
ويبدو الواقع الميداني غير مشجع للفئات الأكثر عرضة لعدوى السيدا، والتي تتركز أكثر في ثلاث جهات من المملكة، هي جهة سوس- ماسة، وجهة البيضاء- سطات، وجهة مراكش - آسفي، حيث كشف الدكتور لخماس، أن عاملات الجنس عموما لا يرغبن في طلب العلاج من أي مرض كان، لما يتعرضن له من إساءة، لذلك تفضل كل عاملة جنس من بين كل أربعة، الحصول على دواء من الصيدلية أو استعمال العشوب، في الوقت الذي يزداد الأمر سوء بالنسبة للرجال المثليين الذين يتخوفون من كشف ميولهم ومرضهم، في الوقت الذي ينظر فيه لمتعاطي المخدرات بنظرة دونية ورفض من المجتمع.
وفي دراسة همت 607 حالة تمثل الفئة الأكثر عرضة للمرض، تم الإشارة أن 41 في المائة منهم، ورغم طلبهم للعلاج يجدون رفضا في تقديم الرعاية لهم، بينما دفع 15 في المائة ثمن إفشاء سرهم من طرف أحد مهنيي الصحة، ما يهز ثقتهم في طلب العلاج.