احتضنت غرفة الصناعة التقليدية لجهة الدار البيضاء – سطات، ندوة حول "تجليات التراث اللامادي المغربي في حرف الصناعة التقليدية: الزليج والقفطان نموذجا"، والتي أكد فيها المشاركون على ضرورة وضع إستراتيجية وطنية لحماية التراث الثقافي بمكوناته المادية واللامادية باعتباره ركنا أساسيا من الهوية المغربية.
وتزامنا مع محاولات السطو على الزليج والقفطان المغربي، سلط المشاركون الضوء على حرفتي الزليجي والخياط المتجذرتين في التاريخ المغربي، ما يستدعي ضرورة الحفاظ على هذه المهن لضمان استمراريتها، وتشجيع الشباب على الولوج إليها، عبر نشر الوعي بأهميتها ورقيها وإمكانية التجديد فيها دون المس بجوهرها الممتد لقرون، ما راكم عددا من المنتجات التي شكلت تجليا من تجليات التراث المغربي في الحياة اليومية، حيث الزليج حاضر في المعمار، أو احتفاليا حيث القفطان الذي يكتسح فضاءات الاحتفالات على مدار السنة. رئيسة غرفة الصناعة التقليدية لجهة الدار البيضاء - سطات جليلة مرسلي، دعت المسؤولين والصناع التقليديين والجمعيات المهنية و المجتمع المدني إلى تثمين الزليج والقفطان المغربي باعتبارهما إرثا تاريخيا للمملكة، يعكس هويتها وتعددها وقيم التعايش داخلها، ما يستدعي مواصلة التعريف به للأجيال الصاعدة، لإشراكها في مهمة الحفاظ على هذا الإرث من خلال المشاركة في إعادة انتاجه وليس استهلاكه فقط، ما يشكل رافعة إضافية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وفي ظل تواتر محاولات السطو على التراث المغربي، سواء من دور أزياء عالمية أو بعض الدول، أكد المشاركون على ضرورة الانخراط في كشف هذه المحاولات، مع اعتماد آليات للدفاع عنه، مع اعتماد مقاربة استباقية لتسجيل هذا التراث لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) تحصينا له من كل سطو أو تحريف.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
ولضمان استمرارية هذا التراث، أكد المشاركون على ضرورة وضع برامج تعليمية موجهة للصغار والشباب، تعرف بالتراث والحرف المرتبطة به، مع العمل على الاستفادة من خبرة المعلمين الكبار لنقل تجاربهم وخبراتهم للطاقات الشابة الراغبة في تعلم الحرف التقليدية، إلى جانب تسليط الضوء إعلاميا على عدد من المهن التقليدية لإخراجها من دائرة النسيان.