"اخترت المرأة لأنها حافظة التراث "تقول الباحثة في تاريخ المرأة والتراث اللامادي، نضار الأندلسي في تصريح لموقع "أحداث أنفو" بعد عرضها الشيق الذي قدمته بشغف كبير ، وعرض معزز بالكثير من الصور التي توثق لمراحل تطور الزي المغربي بجهة الشمال، حيث اختارت تسليط الضوء على تفاصيل دقيقة تشكل جزء من هوية الزي المغربي الذي أصبح اليوم ذائع الصيت، لما يحمله من رقي وأناقة وبراعة في التصميم واختيار الألوان والتطريزات، وذلك انطلاقا من مداخلتها حول مظاهر الحفاظ على التراث اللامادي، انطلاقا من نموذج القفطان التطواني.
الأندلسي بدأت عرضها الذي احتضنته إحدى فضاءات المعرض الدولي للكتاب يوم الأحد 12 ماي بالرباط، والمنظم من طرف مؤسسة مفتاح السعد للرأسمال اللامادي للمغرب، باستعراض صور للزي المغربي بتفاصيله البسيطة من القرن الماضي، مع تناول التفاصيل التي تعكس حمولة ثقافية واجتماعية حيث تكون لكل فئة عمرية زيها المميز، كما أن هناك فوارق بين الأنثى المتزوجة والعازبة، وغيرها من التفاصيل التي نجحت المرأة المغربية عموما والمرأة في الشمال على وجه التحديد، توريث تفاصيلها للبنات والحفيدات.
الحديث عن الزي التقليدي كموروث للتراث اللامادي المغربي، كان مدخلا للحديث عن قيم التعايش والتنوع بالمملكة، حيث تطرقت الباحثة الأندلسي، للدور الكبير الذي لعبته المرأة المغربية اليهودية في الحفاظ على تقاليد هذا الزي العريق، " المرأة اليهودية لا تتجزأ من المجتمع المغربي، لأنها لعبت دورا مهما جدا للحفاظ على التراث اليهودي من حيث الحلي، واللباس، و الكسوة الكبيرة التي تعكس التقاليد والطقوس اليهودية" تقول الباحثة التي استحضرت دور الصاغة اليهود والخياطين في إغناء المشهد الثقافي، حيث كانت النساء بغض النظر عن دينهن، سواء كن مسلمات أو يهوديات يلجأن لخدمات نفس الأشخاص، مع تبادل التفاصيل التي أصبحت مع الوقت جزء واحد من الهوية المغربية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });