الصحراء والتعاون في لقاءات بوريطة بنظراءه الأفارقة

أوسي موح الحسن الاثنين 03 يونيو 2024


أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أمس الأحد بسيول، لقاءات مع عدد من نظرائه الأفارقة, وذلك على هامش الاجتماع الوزاري للقمة الكورية الافريقية التي تنعقد يومي 4 و5 يونيو الجاري بالعاصمة الكورية سيول. وحسب بلاغ لوزارة الخارجية اطلع عليه موقع أحداث أنفو, التقى بوريطة بوزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين بالخارج، محمد سالم ولد مرزوق، ووزير الشؤون الخارجية بجمهورية نيجيريا الاتحادية، يوسف ميتاما توغار، ووزيرة الشؤون الخارجية بجمهورية ليبيريا، سارة بيسولو نيانتي.

وفي تصريح للصحافة عقب محادثاتهما الثنائية، جددت سارا بيسولو نيانتي دعم بلادها للوحدة الترابية للمغرب وسيادته على كامل أراضيه، بما في ذلك الصحراء المغربية., مؤكدة أن "موقف ليبيريا هو نفسه. إن دعمنا للوحدة الترابية للمغرب أمر ثابت". كما أشادت بالعلاقات التي تجمع بين المغرب وليبيريا، مسجلة أن "البلدين يمضيان قدما بشكل استراتيجي نحو تعزيز هذه العلاقات، ونحو تسريع العمل المشترك في القارة الافريقية لصالح أهداف التنمية المستدامة". من جهة أخرى أبرزت الوزيرة أن المملكة تضطلع بـ"دور رئيسي" في تعزيز العلاقات الكورية الافريقية، نظرا للعلاقات الجيدة التي تجمعها بالقارة. وأضافت أن "المغرب يمكنه مساعدة العديد من البلدان الافريقية على الاستفادة بشكل أكبر من التعاون الكوري الافريقي"، من أجل المضي قدما في إطار أجندة 2063 للاتحاد الافريقي.

من جهة أخرى, أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، حسب وزارة الخارجية, أن المغرب مستعد وقادر على المساهمة في شراكة جوهرية وعملية مع كوريا، تندرج في اطار الأجندة الطموحة لافريقيا، مع ملاءمتها للاحتياجات والتحديات المحددة للبلدان الافريقية"., مضيفا أن المغرب، الذي جعل من التعاون والتضامن جنوب - جنوب ركيزة استراتيجية لسياسته الخارجية، أطلق عدة مبادرات في مجالات رئيسية وذات أولوية للقارة، لاسيما تغير المناخ، والأمن الغذائي، والصحة، والبنية التحتية للاتصالات.

وأشار في هذا السياق إلى المبادرة الملكية لتعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، الرامية لإتاحة الطرق والموانئ، وشبكات السكك الحديدية بالمملكة لدول الساحل غير المطلة على المحيط، ومبادرة الدول الافريقية الأطلسية، التي تهدف إلى هيكلة فضاء جيوستراتيجي، وتوحيد بلدانه حول أهداف وإجراءات مشتركة، ومشروع خط أنبوب الغاز الأطلسي المغرب - نيجيريا الذي يشكل رافعة حقيقية للتكامل الاقليمي. وأضاف الوزير أنه في مجال الأمن الغذائي، يساهم المغرب في ضمان الولوج إلى محاصيل مستقرة ومنتظمة بافريقيا، من خلال تطوير العديد من وحدات إنتاج الأسمدة، مبرزا أنه على مستوى التعاون التقني، قدمت المملكة أزيد من 12 ألف منحة دراسية للطلبة والأطقم التقنية الافريقية، مما مكنهم من متابعة الدراسة في الجامعات والمؤسسات المتخصصة المغربية.

من جهة أخرى أكد بوريطة أن البلدان الافريقية "منفتحة وترغب في ارساء شراكة متبادلة المنفعة مع كوريا"، وهي شراكة لصالح تنمية الاقتصاد، لكنها يجب أن تكون مرتكزة حول الشعوب، لا سيما من خلال تعزيز أسس الصحة العمومية والتعليم، فضلا عن تكوين ذو جودة عالية للموارد البشرية. وسجل الوزير أن الأمر يتعلق بـ"شراكة تحفز التجارة والاستثمار، وتعزز البنية التحتية، مع الاستثمار في المجالات الصاعدة، من قبيل الابتكار، والتكنولوجيا، والتحول الرقمي، فضلا عن الاقتصاد الأخضر والأزرق".

واعتبر بوريطة أنه من أجل تعزيز فوائد الشراكة الكورية الافريقية، يتعين أن يحظى التعاون الثلاثي باهتمام خاص، مع مشاركة أكبر للوكالة الكورية للتعاون الدولي، مسجلا أن الأمر يتعلق بقناة مفيدة حيث يساهم جميع الشركاء بمعارفهم وخبراتهم، مما يشجع الابتكار والإبداع المشترك، ويقود للمنافع المتبادلة.