حرص جلالة الملك محمد السادس منذ توليه العرش على دعم القضية الفلسطينية سياسيا بجعلها في نفس مكانة القضية الوطنية الأولى وأحد توابث السياسة الخارجية للمملكة, لكن أيضا في الميدان بتقديم الدعم المادي والانساني عبر وكالة بيت مال القدس.
فطيلة ربع قرن أنجزت الوكالة التي يترأسها جلالة الملك , الكثير من المشاريع بمليارات الدولارات, وقد أبرز تقرير للجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي تم توزيعه على المشاركين في الدورة الـ 15 لمؤتمر القمة الإسلامي، التي انعقدت ببانجول، عاصمة غامبيا بانجول 5 مايو 2024 أن "حصيلة منجزات وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذية للجنة، في المدينة المقدسة فاقت 13,8 مليون دولار أمريكي بين دورتي القمة (2019-2024).
وأكد التقرير أن الوكالة مستمرة، تحت الإشراف الشخصي لصاحب الجلالة، في النهوض بواجباتها لتحسين الظروف المعيشية للساكنة المقدسية من خلال مشاريع اقتصادية واجتماعية وسكنية وتعليمية وثقافية تركز على الاستجابة المباشرة لاحتياجات المقدسيين.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وأوضح المصدر ذاته أن المشاريع ساهمت إلى حد كبير في تحسين أوضاع الساكنة في القدس ودعم صمودهم، وفي صون الهوية الحضارية للمدينة المقدسة وتعزيز التعايش السلمي والتآخي بين أتباع الديانات السماوية الثلاث وفتح باب الحوار في إطار الاحترام المتبادل وتقبل الاختلاف.
وإلى جانب التدخلات الإنسانية العاجلة، بين التقرير أن حضور الوكالة الميداني في القدس تنوع ليشمل برامج ومشاريع الدعم الاجتماعي للمقدسيين، والعيش الكريم، وكفالة اليتيم المقدسي، والمنح الدراسية، وأنشطة الشباب والرياضة والطفولة والمرأة وذوي الإعاقة، وحماية التراث والفنون الفلسطينية الأصيلة، واستثمار الجهود العلمية لتسليط الضوء على الهوية الحضارية الجامعة للقدس، ودعم الدراسات والأبحاث حول القدس الشريف.
كما سجل تنوع إنجازات الوكالة في دعم قطاعات التعليم، والصحة، والإعمار والترميم، والإسكان وحماية العقارات التاريخية، والمساعدة الاجتماعية، وبرنامج الطوارئ للمساعدة على مواجهة جائحة “كوفيد 19″، والإعلام وحرية الصحافة، وحملة “عونة” السنوية لقطف الزيتون.
وأشار التقرير إلى منهجية عمل الوكالة وفق منظومة برامج رائدة تمثلت في مركز “بيت المقدس” للبحوث والدراسات، ومرصد “الرباط” للملاحظة والتتبع والتقويم بالقدس، ومنصة “دلالة” للتجارة الاجتماعية والتضامنية، ونادي أطفال من أجل القدس، ومبادرات أهلية من أجل برنامج مستدام للتنمية البشرية في القدس، والمركز الثقافي المغربي-بيت المغرب بالقدس.
ومع الحرب التي تعرفها المنطقة, أعطى تعليماته السامية لإطلاق عملية إنسانية تهم توجيه مساعدات طبية إلى السكان الفلسطينيين بغزة, وتفضل بالتكفل بجزء كبير من هذه المساعدات من مال جلالته الخاص.
وتم إيصال المساعدات المغربية، عبر نفس الطريق البري غير المسبوق الذي تم اتباعه خلال عملية إرسال المساعدات الغذائية، بتعليمات من جلالة الملك، في شهر رمضان . تلك العمليات الإنسانية واسعة النطاق لفائدة الساكنة الفلسطينية تأتي لتؤكد الالتزام الفعلي والعناية الموصولة التي ما فتئ يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رئيس لجنة القدس، للقضية الفلسطينية.
وكان جلالة الملك قد وجه في 12 مارس 2024 تعليماته لتقديم مساعدة غذائية لسكان المدينة المقدسة، في إطار عملية إنسانية وجه جلالته بإطلاقها تهم توجيه مساعدة غذائية، عن طريق البر، لفائدة السكان الفلسطينيين في غزة والقدس الشريف.
وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن هذه المساعدة، التي تتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، تأتي للتخفيف من معاناة السكان الفلسطينيين، لا سيما الفئات الأكثر هشاشة.
وتتكون المساعدة التي أمر بها جلالة الملك، لسكان غزة، من أزيد من 40 طنا من المواد الغذائية، بما فيها المواد الغذائية الأساسية، فيما شمل توجيه جلالته لوكالة بيت مال القدس توزيع 2000 سلة غذائية تستفيد منها 2000 أسرة مقدسية، وتقديم 1000 وجبة يوميا لفائدة الفلسطينيين بالمدينة. وتشمل المساعدة، أيضا، إقامة غرفة لتنسيق الطوارئ بمستشفى
وأضاف أنه منذ اندلاع العمليات المسلحة منذ أكثر من 5 أشهر، يعد المغرب أول بلد يقوم بنقل مساعدته الإنسانية عبر هذا الطريق البري غير المسبوق وإيصالها مباشرة إلى السكان المستفيدين.
وخلص البلاغ إلى أن هذه العملية الإنسانية الكبرى لفائدة السكان الفلسطينيين تأتي لتأكيد الالتزام الفعلي والاهتمام الدائم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رئيس لجنة القدس، بالقضية الفلسطينية.
وقد أشاد جلالة الملك محمد السادس، بدور وكالة بيت مال القدس الشريف في توثيق نماذج “قيمة من علاقات التضامن الوطيدة والعريقة التي تربط على الدوام المغاربة بمدينة القدس الشريف عامة وبالمسجد الأقصى على وجه الخصوص”. وجاء في رسالة ملكية سامية تفضل جلالته بتوجيهها إلى المدير المكلف بتسيير الوكالة، محمد سالم الشرقاوي، “تلقينا بكامل الترحيب مجموعة إصدارات وكالة بيت مال القدس الشريف برسم سنة 2023، والتي توثق لنماذج قيمة من علاقات التضامن الوطيدة والعريقة التي تربط على الدوام المغاربة بمدينة القدس الشريف عامة وبالمسجد الأقصى على وجه الخصوص”. وبعد أن نوّه جلالته ب “هذه المبادرة الطيبة، أشاد صاحب الجلالة “بالجهود المحمودة التي تبذلها هذه المؤسسة لتجسيد ما نبتغيه لها، بصفتنا رئيس لجنة القدس، من دور رائد في دعم الرصيد الاجتماعي والفكري والديني للقدس الشريف، وصيانة ذاكرتها الثقافية والمعمارية التليدة”.
واشادت أشادت القمة الـ 15 لمنظمة التعاون الإسلامي المنعقدة بانجول 5 مايو 2024 بدور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في دعم القضية الفلسطينية وحماية المقدسات الإسلامية في القدس الشريف.
وأبرز القرار المتعلق بفلسطين والقدس الشريف، الذي اعتمدته القمة الاسلامية، أن قمة منظمة التعاون الإسلامي “تشيد بالجهود المتواصلة التي يبذلها جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لحماية المقدسات الإسلامية في القدس الشريف، والوقوف في وجه الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدف تهويد المدينة المقدسة”.
كما ثمن مؤتمر القمة الإسلامي الدور الملموس الذي تضطلع به وكالة بيت مال القدس الشريف، المنبثقة عن لجنة القدس، من خلال إنجاز مشاريع تنموية وأنشطة لصالح سكان المدينة المقدسة ودعم صمودها.
كما جددت حركة عدم الانحياز، بنيويورك، مؤخرا تأكيد تقديرها للمبادرات التي ما فتئ جلالة الملك محمد السادس يتخذها لفائدة القضية الفلسطينية والحفاظ على الوضع الخاص للمدينة المقدسة ، وذلك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتم توشيح جلالة الملك محمد السادس في افتتاح أشغال الدورة 18 لبرلمان البحر الأبيض المتوسط التي انعقدت يومي 15 و16 ماي 2024 ببراغا –البرتغال, بجائزة برلمان البحر الأبيض المتوسط الدولية للعمل الإنساني, وذلك لاشرافه المباشر على وكالة بيت مال القدس الشريف.