احتضن مركز إنماء للأبحاث والدراسات المستقبلية بالقنيطرة، يوم الخميس 31 أكتوبر 2024، جلسات عمل حول آليات التواصل الحضاري بين الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا"، وذلك بحضور ممثلين عن سفارة إندونيسيا بالمملكة، ومنظمة "إيسيسكو" والملحق الثقافي لسفارة المملكة العربية السعودية بالمغرب، وممثلي عدد من المعاهد الدينية والتعليم العالي بإندونيسيا، إلى جانب أساتذة وباحثين مغاربة، سلطوا الضوء على أهمية الحوار لمد الجسور بين قارات العالم.
وأكدت الدكتورة مريم آيت أحمد، رئيسة مركز إنماء للأبحاث والدراسات المستقبلية، على أهمية سلسة ندوات حوارات عابرة للقارات في سياق ما يعرفه العالم من نزاعات دولية ، مشيرة أن هذا الالتباس الدولي الحاصل لا يمكن حله إلا ضمن براديغم معين هو براديغم التواصل المعرفي و الرأسمال الثقافي الدبلوماسي الذي يمكن ان يصل أبناء شرق آسيا بأبناء المغرب والشرق الأوسط باعتبار المغرب نقطة وصل مهمة في بناء جسور التواصل الأفرو – اسيوي، على مستويات عدة.
وأوضحت آيت أحمد، أن المركز حمل على عاتقه مهمة التواصل لأزيد من 20 سنة، لتأتي الندوة كثمرة عدد من الشراكات التي أقامها المركز الذي يراهن على استثمار بصمة علماء المغرب بآسيا عموما، واندونيسيا على وجه خاص لمد جسور التواصل القادرة على تكوين علماء وصناع قرار مستقبليين متشبعين بقيم الحوار والتواصل والانفتاح بعيدا عن التطرف والصراعات التي يجني العالم اليوم تداعياتها.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
واستحضرت الدكتورة مريم عددا من الأسماء المغربية التي لها وزنها في الساحة العلمية الاندونيسية، بداية من ابن بطوطة، مرورا بعدد من الأئمة المغاربة الذين استقروا بالمنطقة وتركوا أثرهم الذي ينعكس اليوم في الحضور القوي للمؤلفات الدينية التي تحمل توقيع علماء المغرب، ما يترجم المكانة الخاصة للمملكة في قلوب طلبة العلم بهذا البلد الآسيوي الذي كان تعرفه على الإسلام عن طريق الدعوة وما تمثله من نموذج للتواصل المستند على قيم جوهر الإسلام.
من جهته أكد ممثل مدير مركز الحوار الحضاري بالإيسيسكو، هاني بن علي، على دور التواصل الحضاري كأداة للتقارب بين المجتمعات، لكسر حواجز التصورات النمطية، مؤكدا على دور المؤسسات الثقافية لرفع الالتباس حول عدد من القضايا عبر تفعيل الحوار الحضاري الفعال.
ونوه الضيف بالدور النشيط الذي يلعبه مركز إنماء للأبحاث والدراسات المستقبلية، الذي أطلق العديد من المبادرات التي سمحت بتوفير الجو المناسب لانفتاح الباحثين المغاربة على باحثين من الشرق الأوسط وآسيا، مشيرا لتقاطع أهداف المركز مع رؤية المنظمة التي ترتكز على ثلاث مرتكزات تهم اقتصاد الثقافة، واقتصاد الاستدامة واقتصاد الابتكار، كما أكد على أهمية بناء فهم أعمق حول مفهوم الاختلاف، وتعزيز الدبلوماسية الثقافية، إلى جانب بناء شراكات استراتيجية تعزز القيم المشتركة بين الشعوب والحضارات.
كما أكد محمد إقبال، في كلمة لممثلي المعاهد الدينية والتعليم العالي بجمهورية اندونيسيا، على أهمية تعزيز القيم المشتركة بين الحضارات عبر الحوار والتواصل، مشيرا لوجود آلاف المعاهد الإسلامية بآسيا، ما يجعل منها نواة للتواصل والتعارف بين الشعوب، منوها بالعلاقة الخاصة التي تجمع علماء وطلبة علم هذا البلد الآسيوي مع علماء المغرب، وهي العلاقة التي توطدت في ظل الجهود التي يبذلها مركز إنماء على امتداد عقود، ما توج بفوج يضم طلبة ينهلون من تجربة علماء المغرب في كتابة الأوراق البحثية، ما يجعل منهم سفراء للمملكة بإندونيسيا.