الوفاة المأساوية لشاب بأكادير تسائل السلطات حول التعاطي الجدي مع ظاهرة الكلاب الضالة

بنزين سكينة الاثنين 04 نوفمبر 2024
No Image

 

أعادت الوفاة المأساوية لشاب عشريني بأكادير يوم الأحد 27 أكتوبر، ظاهرة الكلاب الضالة وخطر السعار إلى الواجهة من جديد، بعد أن فارق الشاب الحياة متأثرا بتداعيات عضة كلب مسعور، ليعيش على امتداد أيام جحيما صحيا انتهى بوفاته وسط انتقادات أسرته بعد تلقي العلاج والرعاية اللازمة بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير.

وسارع المجتمع المدني بمدينة أكادير لتجديد دعوته للسلطات من أجل التعاطي الجاد والاستعجالي مع ظاهرة الكلاب الضالة، لتجنب مأساة جديدة في ظل تسجيل وفيات قد تصل إلى 30 حالة سنويا بمختلف جهات المملكة، إلى جانب العدوى بالسعار بين الحيوانات التي تصل 300 حالة كل سنة.

وفي هذا الإطار، أكدت البرلمانية عويشة زلفى، عن الفريق الاشتراكي - المعارضة الاتحادية، في سؤال كتابي موجه لوزير الداخلية، على أهمية اتخاذ خطوات استعجالية لإيجاد حل لخطر الكلاب الضالة التي تهدد حياة المواطنين، بعد أن تم تسليط الضوء على هذه الظاهرة في أكثر من سؤال كتابي ومراسلة وشكاية على امتداد سنوات،إلا أن عدم التجاوب الجدي مع الأمر يتسبب بين فترة وأخرى في تسجيل مأساة يذهب ضحيتها مواطنون من مختلف المدن والأعمار.

 و في انتظار تدخل مستعجل من طرف الوزارة لحماية حياة ساكنة وزوار مدينة أكادير  من خطر الكلاب الضالة، ساءلت زلفى وزير الداخلية عن الإجراءات التي سيتم اتخاذها لحل مشكل الكلاب الضالة بالمدينة، مع التساؤل عن سبب عدم توفير اللقاحات الضرورية من اجل تلقي الاسعافات الضرورية الاولية وحماية الضحايا من خطر الموت.

وجدد جمعويون من المدينة في عدد من الفيديوهات الدعوة للإسراع في التعاطي مع ظاهرة الكلاب الضالة التي ترمي بضلالها على إيقاع حياة الساكنة بأكادير، حيث تضطر الأمهات لمرافقة أطفالهن نحو المدارس خوفا على سلامتهم، مع تخوف الساكنة عند التنقل نحو مرافق تعج بالكلاب الضالة، مثل المساجد ومقار العمل، والأسواق، ونقاط تجمع الأزبال التي تشكل نقطة جذب للكلاب الضالة بحثا عن الطعام، ما يرفع خطر العدوى بداء الكلب (السعار) بين الكلاب والقطط التي تنقل بدورها العدوى للبشر في حال العض أو الخدش.

وتراهن الساكنة على تعميم التلقيح ضد داء الكلب بين صفوف الحيوانات الضالة، وإخصاء الكلاب والقطط الضالة لمنعها من التكاثر، وذلك بانتظار إقامة مأوى للكلاب والقطط بمدينة أكادير، والذي أوضح جمعويون من المنطقة أنه من المنتظر أن يأوي 1000 كلب و 200 قطة.

تجدر الإشارة أن الشاب الذي فارق الحياة بأكادير، قد أصيب بالسعار بعد عضه من طرف كلب "كانيش" كانت تحت رعايته، والذي أصيب بدوره بالعدوى من الكلاب الضالة دون أن تظهر عليه أي علامات إصابة في الأيام الأولى، ما عرض الشاب للخطر عندما تعرض للعض وتدهور وضعه الصحي بعد أن دخل على امتداد أيام في نوبات صراخ وإيذاء لنفسه وخروج سوائل من فمه،ما جعل التعامل معه صعبا في ظل تأخر توفير الرعاية اللازمة داخل المستشفى ورفض الاسعاف نقله بسبب نوبة السعار الشديدة التي ظهرت عليه، قبل أن يفارق الحياة بالقرب من منزل أسرته.