احتضن المركز الثقافي أحمد بوكماخ بطنجة، مساء أمس الأحد، الكاتب والشاعر والمترجم والفنان التشكيلي المغربي محمد حمودان، في أمسية أدبية احتفت بكتابه "سفينة من ورق تسبح في الهواء يليها زلزال" ومعرض فني للوحاته بعنوان "ألف نشيد بعد الغرق" و"خيمياء".
وشكل اللقاء الأدبي والفني مناسبة بالنسبة للمهتمين بالأدب والفن التشكيلي لاستكشاف عوالم حمودان الإبداعية المتعددة التي تعالج موضوعات إنسانية عميقة مثل الغربة، والثورة والحب.
وتتسم الأعمال الفنية لحمودان بمزجها بين المادية الخام والتأمل العميق، حيث تعبر عما يعجز عنه الكلام، وبتقاطع طاقة لوحاته مع قوة كتاباته، مسلطة الضوء على القضايا الإنسانية ومعيدة تعريف العلاقة بين المرئي وغير المرئي، وبين الشعر والرسم.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وتميز اللقاء بتقديم قراءة مقاطع من المنجز الإبداعي لمحمد حمودان بمعية مقطوعات موسيقية للفنان أنور حمدان، حيث منحت هذه النصوص الأدبية للكاتب أبعاد ا جمالية جديدة.
في هذا السياق، أوضح حمودان أن الكتاب صدر باللغتين الفرنسية والعربية، ويتكون من ثلاثة فصول من خلال مناقشة الكتابة الإبداعية ومكانة الإنسان وحياته في العالم، عبر طرح أسئلة وجودية عبر كتابة أدبية صرفة، معتبرا الكتابة هي استجابة لنداء ملح من أعماق الكاتب.
وبالنسبة للمعرض التشكيلي، أبرز حمودان، في تصريح لوكالة المغرب للأنباء، أنه يقدم أعمالا تشكيلية أنجزت على مدى حوالي سبع سنوات ضمن سلسلتي "ألف نشيد بعد الغرق" و"خيمياء".
وتابع المتحدث ذاته بالقول "حاولت من خلال جزء منها إعادة كتابة تاريخ البشرية عبر ألوان وأشكال مختلفة، ومساءلة العمل الإبداعي، وكيف يمكن تقديم صناعة جمالية من خلال أشياء بسيطة".
من جهتها، ذكرت إكرام عبدي، مديرة المركز الثقافي أحمد بوكماخ، بأن محمد حمودان برز في حقل الأدب في مطلع التسعينيات من خلال تأليفه ستة دواوين شعرية وروايتين.
واعتبرت عبدي، في كلمة لها، أن حمودان "شاعر مجدد في الشكل واللغة بعيد كل البعد عن الامتثال لنوع أدبي محدد بدقة، إذ يقوم باستمرار بزعزعة الحدود بين النثر والشعر، حيث تختلط الأجناس والأنماط في نزعة تمردية واحدة.
وسجلت أن "استعارة النار والدمار تبرد في دواوين المحتفى به، لتؤسس جمالية الضوء، حيث يتحول الغناء إلى صرخة، متجددا مع تقليد ديونيسي ي علن عنه بوضوح".