كم يلزمك؟
كم يلزمك من وقاحة وقلة حياء، لكي يلتفت إليك القوم أخيرا؟
كم يلزمك من علامة انعدام تربية، لكي تتذكر أنك لم تعتقل وأنت تكتب مقالا، ولا ألقي عليك القبض وأنت تحرر منشورا، أو تبث فكرة، بل اعتقلت قرب منزل كنت تريد تحويله إلى ماخور، وترجيت من فضحك أن يتركها بينكما، وقلت له وضحكة رعديدة صفراء تعتليك «آجي نديرو لابيز»؟
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
كم يلزمك من «تخراج العينين»، لكي تقنع نفسك كذبا أولا، ثم تكذب على الآخرين كلهم، فيقعوا في فخ تصديق أنك مناضل من أجل حقوق الإنسان ومن أجل الحرية ومن أجل الديمقراطية ومن أجل بقية الأشياء؟
فعلا، كم يلزمك وكم يلزمنا معك، لكي نؤدي ثمن قلة تربيتك وضريبة تنكر أسرتك لك في الزمن الأول، قبل أن يعيدوا تبنيك مجددا بعدما وقع، لكي يقولوا بتسليم حزين خوفا عليك من ضياع أكبر: «يدك منك واخا تكون مجذامة»؟
كم يلزمك من الصفعات لكي تستوعب بشكل نهائي أن ما تريده وتحلم به لن يتم، وأنك ستواصل التدوين الأخرق السفيه، وحدك، محاطا بآلاف، بل ملايين، بل ملايير اللايكات الافتراضية، التي تبدو كثيرة في المواقع، والتي لا تساوي في الواقع، شيئا؟
وأخيرا، وليس آخرا: كم يلزمك من مال ــ لن تتوصل به مهما أبدعت في الصراخ الغبي والبليد والحزين ــ لكي تسكت؟
هذا هو السؤال.
بودكاست لكل مواطن!
جميلة هي حكاية «البودكاستات» التي عمت البر والبحر، (وحتى فالجبل عندنا نعاماس) وملأت البلاد وشغلت العباد هذه الأيام، وجميل تفاعل الناس معها، واعتبارها شكلا جديدا من أشكال التواصل مع الجماهير المتعددة، وليس الجمهور الواحد، من طرف كل من يعتقد أن لديه شيئا ما يريد تقاسمه مع أكبر عدد من الناس.
وعكس الحمقى الذين يريدون «تحبيس» هذه البدعة الجديدة والجميلة على تيار بعينه، أو على أسماء بعينها، نرى نحن فيها فرصة للارتقاء بالمنتوج المصور الذي يقدم عبر الأنترنيت للمغاربة، ومناسبة ثمينة وسانحة لكي يتنافس أفضل من فينا على تقديم محتوى دارس أولا، راقي ثانيا، متحدث بلغة عالمة للناس ثالثا.
ذلك أننا أصبحنا في السنوات الأخيرة رهائن نوع من «تهركاويت» في المحتوى الرقمي، وصل معها المغاربة إلى «السطاج» الأخير، وملوها وملوا أصحابها، واعتبروا أنه من المخجل أن يكون «هركاوة» هؤلاء ممثلين للمحتوى المغربي الرقمي.
اليوم هناك تجارب جديدة، أنيقة شكلا ومضمونا، وفيها وحولها نقاش يمكن أن يكون أنيقا هو الآخر، حيث يتناول عمقها لا المظاهر، وليس ضروريا أن تتفق أو تختلف مع أصحابها، إذ الأهم فعلا هو أن يكون التدافع الفكري أو السياسي أو الصحافي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، أو حتى الترفيهي، في هاته «البودكاستات» عالي المستوى، أنيق الخلق والخلقة، لا ينثر على وفي الناس بذاءاته والرذاذ يتناثر من فمه، أعز الله قدر الجميع، ويثير في كل حلقة نقاشا عاقلا، أو يقدم معلومة مفيدة، أو يحمل متلقيه إلى عوالم من المعرفة لم يسبق لهم ولوجها.
المهم ألا يكون فرجة حزينة يختلط فيها الضحك بالبكاء، وتنتهي بصرخات «والعادااااو» وبقية التفاهات.
لذلك نصفق لكل التجارب الجديدة والمجددة والراقية في هذا المجال، ونقول إن المجال يتسع للجميع، إذا كان هذا الجميع فعلا واعيا برحابة هذا البلد العظيم المسمى المغرب، الذي يمنح إمكانيات يستحيل أن تقدمها بلدان أخرى، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
ترمضينة وصافي!
قيادتنا لسياراتنا، وشاحناتنا، ودراجاتنا، و«هونداتنا» و«تريبورتاتنا»، ومختلف المركبات التي تحملنا من منازلنا إلى أماكن عملنا، خلال هذا الشهر الفضيل، خصوصا في المدن الكبيرة والمزدحمة، هي قيادة لا تحتاج لشرطة السير والجولان، ولا لأي سلك آخر من أسلاك الشرطة.
هي سياقة تحتاج فرض ركوب طبيب نفساني مع كل مواطن ومواطنة يقودان مركبة متحركة، لكي يعالجهما من كل عللهما أثناء القيادة، ولكي يمنعهما من الإساءة لنفسيهما، والإساءة للناس، في كل تحرك يقومان به، ومع كل لفظ (متأدب وأديب) يخرج من فمهما، منذ الخروج حتى الدخول.
فقط، لا غير.