نشر معهد الأبحاث الأمريكي "هدسون" (مجموعة تفكير)، أمس الجمعة 18 أبريل 2025، تقريرا عن ممارسات جبهة البوليساريو الانفصالية والتي تُهدد الأمن والسلم الإقليميين.
وحسب التقرير المذكور، تتجاوز أنشطة جبهة البوليساريو الشروط المعياريةَ لتصنيفها كمنظمة إرهابية، مثل انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار وتوجيه المساعدات الإنسانية لتمويل بنيتها التحتية العسكرية، بالتعاون مع منظمات إرهابية أجنبية مثل حزب الله وحزب العمال الكردستاني.
كما اعتبر المعهد في تقريره، أن ممارسات البوليساريو تُهدد القوات الأمريكية في منطقة الساحل، بسبب تورطها في تهريب الأسلحة إلى الجماعات الجهادية، بالإضافة إلى تلقيها طائرات بدون طيار من الحرس الثوري الإسلامي الإيراني عبر عمليات نقل يُسهّلها النظام الجزائري.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
واعتبر تحليل "القضية الاستراتيجية لتصنيف جبهة البوليساريو منظمة إرهابية أجنبية"، أن تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية لن يقتصر على شل شبكة وكلاء، بل سيعزز موقف الولايات المتحدة في منافسة القوى العظمى، ويثبت التزام واشنطن تجاه حلفائها، ويمثل تحذيرًا لأعداء أمريكا.
ولحسن الحظ حسب المعهد الأمريكي، بدأت واشنطن تُدرك أهمية الصحراء، حيث تعهد عضو الكونغرس جو ويلسون بإصدار تشريعات لكشف التهديدات التي تشكلها البوليساريو. ويُعدّ تصنيف الجبهة كمنظمة إرهابية أجنبية خطوة قانونية واستراتيجية سليمة لمعالجة هذا الوضع المُلحّ.
وقال التقرير، أن ترامب خالف قناعة الإدارات السابقة الفاشلة بالحياد في ديسمبر 2020، وأعاد صياغة السياسة الأمريكية لتتلاءم مع الواقع الاستراتيجي في المنطقة. وباعترافه بالسيادة المغربية على الصحراء، استبدل الغموض بالوضوح الاستراتيجي.
وحسب معهد هدسون، لم يكن هذا مجرد تغيير في السياسة. لقد غيّر الموقف الاستراتيجي الأمريكي في شمال أفريقيا من إطار قائم على الحياد المُضلّل إلى إطار قائم على الواقعية الجيوسياسية وتوطيد التحالفات. في ولايته الثانية، ينبغي على ترامب تفعيل هذا التحول باستهداف المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة، وهو جبهة البوليساريو.
وحول الأساس القانوني لتصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية، اعتبر التقرير، أن البوليساريو منظمة أجنبية تعمل بالكامل خارج الولايات المتحدة. وتُمارس أنشطة إرهابية وفقًا للقانون الأمريكي، كما تُهدد أنشطة البوليساريو المواطنين الأمريكيين وتضر بالمصالح الأمنية الأمريكية.
وذكر معهد هدسون، أن الجبهة تُقوّض جهود المغرب، الحليف الرئيسي غير العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والشريك الرئيسي للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب. كما تُمكّن جهات معادية، مثل إيران وروسيا والصين، من توسيع نفوذها في منطقة الساحل.
وخلص التقرير ذاته إلى أن تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية سيعزز التحالف الأمريكي المغربي، ويضعف النفوذ الإيراني والروسي والصيني في المنطقة، ويثبت أن التزامات واشنطن لها وزن استراتيجي. أما تجاهل هذا التهديد فسيؤدي إلى تآكل مصداقية الولايات المتحدة.
وحسب المعهد الأمركي، فإن الصحراء لم تعد قضية هامشية، بل أصبحت تقاطعًا جيوستراتيجيًا يجمع بين مكافحة الإرهاب، والوصول إلى المعادن الحيوية، وتنافس القوى العظمى. كما شددت على دور المغرب الذي يظل شريكًا ثابتًا للولايات المتحدة، إذ يُحيّد الخلايا الإرهابية، ويُدرّب القوات الإقليمية، ويُشكّل بوابةً للتعاون البنّاء.
وفي ختام التقرير، لفتت محررة التقرير إلى أن تصنيف جبهة البوليساريو منظمة إرهابية أجنبية من شأنه أن يعزز التحالف الأمريكي المغربي، ويُضعف عقدة رئيسية في بنية نفوذ إيران وروسيا والصين، ويُظهر أن الالتزامات الأمريكية تحمل عواقب استراتيجية. إن التقاعس عن العمل لن يؤدي إلا إلى مزيد من تآكل مصداقية الولايات المتحدة.
وعبر السياسي الجمهوري جون ويلسون، عضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، على حسابه الرسمي في منصة “إكس”، الذي يستعد لتقديم مشروع قانون يصنف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية عن تأييده لما جاء في التقرير الذي نشره معهد “هدسون”.