في سياق الظرفية الصعبة المتسمة بتداعيات التغير المناخي، انخرطت «كوسومار»، الفاعل التاريخي الوطني في إنتاج السكر، في عدة برامج لتحقيق الاستدامة لمواجهة الإجهاد المائي.
وعبر «الإدارة الذكية للري»، وكذلك عبر معالجة المياه المستعملة في الصناعة، تمكنت من تقليص استهلاك المياه بشكل كبير على مدار العشر سنوات الماضية، وذلك من خلال تحسين أنظمة إدارة المياه وتطبيق تقنيات مبتكرة لإعادة تدوير المياه الصناعية.
يأتي ذلك في الوقت الذي حافظت الشركة على أدائها، إذا فاق رقم معاملاتها في سنة 2024 عشرة ملايير درهم، فيما واصلت تزويد حاجيات السوق الوطنية، حيث بلغ رقم معاملات الشركة على المستوى المحلي بنسبة 23 في المائة، فيما ارتفعت المبيعات بـ31 ألف طن. الشركة رفعت كذلك حجم صادراتها بنسبة 10 في المائة 635 ألف طن.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وفيما يعد قطاع تصنيع السكر من الصناعات المستنزفة للفرشة المائية، وتتطلب كميات كبيرة من المياه العذبة في غسل المواد الخام، واستخلاص السكر، والتبخير، والتبريد، فإن الشركة قامت بالانخراط في عدة برامج لاقتصاد الماء سواء على المستوى الفلاحي أو المستوى الصناعي.
على المستوى الفلاحي، تم اعتماد تقنية السقي بالتنقيط، التي ساهمت في اقتصاد المياه المستعملة بنسبة 25 في المائة، إذ يتم حاليا إنتاج 12 طنا في الهكتار الواحد بالكمية ذاتها من المائة التي كان يتطلبها إنتاج 5 أطنان من السكر في الهكتار الواحد، وهو ما يعني تقليص استهلاك المياه للسقي بنسبة 50 في المائة.
النتائج الجيدة ذاتها حققتها الشركة على المستوى الصناعي. مثلا بالنسبة للوحدة الصناعية بأولاد عياد ببني ملال، أسفرت جهود المعالجة على اقتصاد كميات مهمة من المائة، إذ فيما يتعلق بمعاجلة الشمندر السكري، انخفض الاستهلاك من 0.8 متر مكعب من الماء في سنة 2006 إلى 0.15 متر مكعب من الماء الآن.